انتفض الشعب اللبناني في 17 تشرين الأول 2019 معلنا ثورة شاملة في وجه النظام الطائفي المافيوي الذي يقود الوطن إلى الخراب.
شعار اسقاط النظام تحوّل إلى حقيقة ملموسة وممكنة. فعندما تسقط الانتماءات الطائفية في الشارع، وعندما يرفع مئات ألوف اللبنانيات واللبنانيين شعارات موحّدة صاغها الناس بشكل عفوي، وعندما تعم الانتفاضة لبنان من شماله الى جنوبه، يكون لبنان قد دخل منعطف التغيير الديموقراطي الكبير.
نحن ككاتبات وكُتّاب ومثقفات ومثقفين نعلن انخراطنا الكامل في الانتفاضة، فلحظة التغيير ليست لحظة سياسية اجتماعية فقط، بل هي أيضا لحظة ثقافية كبرى.
سقوط الطائفية وخطابها ولغتها هي مؤشر على التغيير.
دور المرأة وتقدمها الصفوف الأولى هي إعلان بأن التغيير قد بدأ.
تهافت الخطاب العنصري هو التغيير بعينه.
البعد الثقافي والأخلاقي للانتفاضة مؤهل لتحويلها إلى ثورة تطيح النظام القديم وتؤسس الجمهورية الثالثة.
الثقافة في الشارع، وواجبنا كمثقفات ومثقفين أن نكون حيث يصنع شابات لبنان وشبابه ثقافة جديدة، ثقافة تستعيد دور لبنان في النهضة الثقافية العربية، وتعيد صوغ كلمات رجال النهضة ونسائها الداعية الى العلمانية.
من شوارع بيروت وطرابلس وصور والنبطية وجل الديب وزحلة وبعلبك والبترون وكفر رمان وجبيل، نوجّه هذا النداء إلى المثقفات والمثقفين العرب، بممارسة دورهم في دعم الانتفاضة، لأن لبنان الديموقراطي اللاطائفي، هو رئتهم، كما أن ثورة شعبه هي جزء من نضال شعوبهم من أجل الحرية.
كما نوجه نداء الى جميع المثقفات والمثقفين في العالم، فثورتنا هي جزء من مقاومة المدّ العنصري الشعبوي في العالم، ودعمها اليوم هو مقياس اخلاقي.
نادي القلم في لبنان